{السَّمَاحَة فى الإسلام}
إذا اردت السعادة فعليك بالسماحة
المتسامح مع الناس هومن...
يعاملهم بالسَّمَاحَة والبشر ولين الجانب، والتغاضي عن السيئات والنقائص، فإذا دعاه الواجب إلى تقديم النصح، كان في نصحه رفيقًا لـيِّنًا، سمحًا هيِّنًا، يسر بالنصيحة، ولا يريد الفضيحة، يسد الثغرات، ولا ينشر الزلَّات والعثرات.
- ويعامل النَّاس أيضًا بالسَّمَاحَة في الأمور المادية، فإذا باع كان سمحًا، وإذا اشترى كان سمحًا، وإذا أخذ كان سمحًا، وإذا أعطى كان سمحًا، وإذا قضى ما عليه كان سمحًا، وإذا اقتضى ما له كان سمحًا.
يتصف أيضاً بطلاقة الوجه، واستقبال النَّاس بالبشر،ومبادرة النَّاس بالتحية والسلام والمصافحة وحسن المحادثة ومشاركتهم بالسمع والفكر والقلب.
ولذلك تجده مع الناس ، محبب إليهم، مألوف في نفوسهم، قريب إلى قلوبهم.
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الظاهرة بقوله وعمله، فمن ذلك ما جاء عن جابر رضي الله عنه، إذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك))صححه الألبانى .
__________________________________________
أدلة التسامح من القرآن والسنة:
♦قال الله تعالى:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].
قال السعدي: (هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع النَّاس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به النَّاس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق... ويتجاوز عن تقصيرهم، ويغض طرفه عن نقصهم)
♦عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى))رواه البخاري
♦وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل)صححه لغيره الألبانى.
♦عن أنس رضي الله عنه قال: ((خدمتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟))رواه البخارى ومسلم
♦وعن حذيفة رضي الله عنه قال: ((أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عملت فى الدنيا؟ - قال ولا يكتمون الله حديثًا – قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع النَّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسَّر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي))رواه البخارى ومسلم
♦عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))رواه مسلم
ومن سماحته صلى الله عليه وسلم قضاء حوائج النَّاس، فعن أنس رضي الله عنه قال: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت)رواه البخارى
إخوانى/أخواتى :
اقول لكم من اراد السعادة فعليه بالسماحة فبالسماحة ...
♥يستطيع سمح النفس الهين اللين، أن يغنم في حياته أكبر قسط من السعادة وهناءة العيش؛ لأنه بخلقه هذا يتكيَّف مع الأوضاع الطبيعية والاجتماعية بسرعة، مهما كانت غير ملائمة لما يحب.
♥ويستطيع أن يستقبل المقادير بالرضى والتسليم، مهما كانت مكروهة للنفوس.
♥ويستطيع أن يظفر بأكبر قسط من محبة النَّاس له، وثقة النَّاس به؛ لأنه يعاملهم بالسَّمَاحَة والبشر ولين الجانب، والتغاضي عن السيئات والنقائص
وكفى انَّ سمح النفس الهيِّن الليِّن يجلب لنفسه رضى الله تعالى والخير الأخروي العظيم، ما ابتغى بسماحته رضوان الله عز وجل)
♦♦علينا ان نكون هكذا مع الوالدين مع الزوجه ،مع الزوج، مع اهل الزوج والزوجه،مع الأقارب مع الجيران.
فيا اخى/اختى .. سامح والديك وتنازل وسامح زوجتك اوزوجك إنسى ما بينك وبين اصدقائك لا تكن اسود القلب لا ينسي من ضايقة ارفق باولادك لا تكن عبوساً،كن حسن المعاشرة خفيف المحاسبة والمؤاخذة، متغاضيًا عن المخالفات التي تتعلق به، لا يتشدد في الأمور، ولا يعظِّم الصغائر، بل يلتمس العذر لمن يقصر معه، أو لا يعطيه من الاحترام أو الخدمة حقه.. فتغنم وتربح وتسعد فى الدنيا والآخرة
وفقنا الله لهذا الخلق الطيب وبارك الله فيكم على طيب المتابعة
المراجع:
جمع وترتيب وتقديم ام امة الله
الدرر السنية
البخارى ومسلم
الاخلاق الإسلامية عبد الرحمن الميدانى
تعليق